التنجيم : بين الخرافة والعلم
التنجيم
Astrology بشكله التقليدي هو عبارة عن نوع من الإعتقاد المستند إلى نظرية
تقول أن لمواقع وحركات الأجرام السماوية عند وقت الولادة (يقصد بالأجرام
السماوية النجوم والكواكب والشمس والقمر) تأثير عميق على حياة المرء ،
ويزعم أنه يمكن التكهن بالأحداث الدنيوية مثل الكوارث الطبيعية من خلال
الإستعانة ببعض أشكال التنجيم وذلك عند حدوث ترتيب محدد ومؤلف من عدد من
الأجرام السماوية، عندما نأخذ بعين الإعتبار العلاقات التي لا حصر لها بين
الأجرام السماوية فسيكون من المدهش عدم تمكننا من إيجاد صلة بين الأحداث
الأرضية كالأعاصير والإنفجارات البركانية والزلازل وموجات القحط والحرائق
..الخ وبين تموضع وترتيب الكواكب بالنسبة للشمس أو القمر ! إلا أن الصلة
بين الإثنين لا تمثل دليلاً على قانون السببية بينهما .
-
يعتبر البعض التنجيم بشكله النفسي (السايكولوجي) نوعاً من نظرية جديدة
لفهم الذات وتحليل الشخصية بمختلف أشكالها فالتنجيم وفقاً لتلك النظرية هو
ضرب من التفكير السحري. كتب <إيفان كيلي> العديد من المقالات ينتقد
فيها التنجيم فهو يعتقد أنه ليس للتنجيم صلة مع مدى فهمنا لأنفسنا أو عن
موقعنا في هذا الكون ، فأنصار التنجيم في عصرنا الحالي لا يدخلون في
حساباتهم المضامين التي على أساسها يربطون ما بين التنجيم والشؤون
الدنيوية، فليس لديهم تفسير مقبول لمزاعمهم التي يدلون بها كما أنهم لا
يساهمون بأي شيء له قيمة معرفية في أي مجال من العلوم الإجتماعية.
نبذة تاريخيةيؤمن
بالتنجيم ملايين الناس لأنه صمد لآلاف السنين ، فالكلدانيون والآشوريون
اشتغلوا به منذ حوالي 3,000 سنة مضت. ومورس التنجيم في الهند لألفي سنة
على الأقل حيث كان معروفاً باسم <جيوتيسا> Jyotisa ، إضافة إلى
تنويعات أخرى منه مثل <تنجيم نادي> NADI ما زال يعمل بها في الهند
حيث يعتبر
التقمصأحد أهم الإعتقادات الراسخة.إذ يزعم البعض أن الضوء القادم من السماوات
يؤثر على كل مرحلة حياتية وأن تلك الأنظمة من التنجيم قادرة على إنتقاء
المعلومات التي تساعد في إرشاد المرء خلال حياته الحالية. - منذ 450 سنة
قبل الميلاد طور البابليون دائرة البروج Zodiac والتي تتألف من 12 رمز
مختلف. لكن الإغريق وضعوا أسس التنجيم الذي يعرف في عصرنا بـاسم
<التنجيم الغربي> وذلك خلال زمن الإسكندر الكبير ، ومن ثم نقله
الرومان عن الإغريق بعد أن استولوا على أراضيهم. تباطئ انتشار مزاولة
التنجيم خلال فترة بزوغ المسيحية التي ركزت على فكرة الإيمان بالقدر وحرية
الإختيار. وخلال عصر النهضة في أوروبا استعاد التنجيم شعبيته نظراً
لاشتعال جذوة الإهتمام بالعلوم والفلك على الرغم من تحذير اللاهوتيين
المسيحيين ، وفي 1585 أدان بابا الفاتيكان <سيتكوس الخامس> التنجيم
وفي نفس الوقت قوضت أعمال <كبلر> وآخرين معه فكرة التنجيم، وبالطبع
كانت شعبية التنجيم وعمره المديد أمراً استثنائياً على مختلف
أشكاله.انتشرت أفكار التنجيم أيضاً في بلاد الفرس القديمة وفي العالم
العربي حيث نقلها علماء المسلمين إلى أوروبا خلال عصر النهضة. واتخذ
الصينيون القدماء نظاماً مفصلاً ومعقداً من التنجيم له صلة وثيقة مع
الأفكار الميتافيزيقية التي يؤمنون بها مثل فكرة <ين و يانغ>
(العنصرين المذكر والعنصر المؤنث في الطبيعة) و <وو زينج>،
فاستنبطوا نظاماً قائماً على 12 رمزاً حيوانياً ، فكانت كل سنة تمثل أحد
الحيوانات في دورة متكررة ، مثل سنة الجرذ والثور والنمر والأرنب والتنين
والأفعى وهكذا.. متعارف عليه اليوم باسم <الأبراج الصينية>.
دائرة البروج
التنجيم
المرتكز على علامة الشمس هو الشكل الذي حظي بأكبر شعبية في التنجيم الغربي
وهو ما نشاهده في الصحف اليومية تحت عنوان :"برجك اليوم" وغيره من
العناوين. يدل مصطلح Horoscope أو خريطة الأبراج عن التنبؤ من خلال
التنجيم كما يدل أيضاً على خريطة البروج وقت ولادة الشخص ، تقسم دائرة
البروح السماء إلى مناطق من الأجرام السماوية ، كل منطقة لها اسم مثل برج
العقرب وبرج الأسد و الثور والميزان ..الخ. كما أن المسارات التي تأخذها
الشمس والقمر والكواكب الرئيسية : عطارد، الزهرة ، المريخ ، المشتري، زحل
..الخ تظهر في نفس الخريطة.
لدينا 13 برجاً بدلاً من 12
نظراً
للتغير في مواقع الإعتدالات الربيعية للأرض خلال دورانها فإن كلاً من
الإعتدال الربيعي والإنقلاب الصيفي تحرك غرباً بمقدار 30 درجة خلال الـ
2,000 سنة الماضية. لذلك لا تتطابق نفس الأجرام السماوية الظاهرة في دائرة
البروج قديماً مع نفس قطاعات دائرة البروج ومسمياتها الآن ، على سبيل
المثال إن ولد شخص في نفس الوقت ونفس اليوم قبل 2000 سنة سيكون له برج
يختلف عن برجه الحالي. وفي الواقع يجب أن يكون عدد الأبراج 13 وليس 12. إن
تغير موقع الإعتدال الربيعي ناتج عن حقيقة مفادها أن محور دوران الأرض حول
نفسها (من خلاله يتعاقب الليل والنهار)ومحور الأرض في دورانها حول الشمس
(من خلاله تتعاقب السنوات في كل دورة جديدة ) ليسا متوازيين. فكلاهما
يستند على زاوية 23.5 ، لذلك يكون محور دوران الأرض مائلاً. وهذا الميل
يسبب تعاقب الفصول ، تلك الحقيقة التي فهمها بطليموس والتي لم يفهمها
العديد من الناس حتى يومنا هذا، كما أدرك بطليموس أيضاً أن محور دوران
الأرض يغير اتجاهه ببطء أو يتحرك في مسار دائري مع نصف قطر يميل بمقدار
23.5 درجة وذلك كل 26,000 سنة ، وصل إلى ذلك الإستنتاج من خلال مقارنات
أجراها على البيانات المأخوذة من السومريين القدماء منذ 2,000 سنة قبل
زمانه. لكنه لم يدرك سبب ذلك الترنح رغم أنه فهم الحركة.
حقيقة تأثير الأجرام السماويةيرى
بعض من يزاولون التنجيم ان البيانات تدعم الفرضية القائلة بأن هناك علاقة
سببية بين الأجرام السماوية والأحداث التي تقع للأنسان وذلك من خلال
الإحتكام إلى الصلات الوافية بين الأبراج ومثل تلك الأمور بحسب إدعائهم.
غير أنه العلاقة القائمة على الإحصاءات بين شيء ما (س)و شيء آخر (ص) لا
يعتبر كافياً لبناء إعتقاد منطقي في العلاقة السببية أو القول بأن (س) أدت
إلى حدوث (ص).
-
المدافعين عن التنجيم مغرمون بالإشارة إلى "طول الدورة الطمث الشهرية لدى
المرأة" لأنها بنظرهم تتطابق مع أوجه القمر فالحقول الجاذبية للشمس والقمر
قوية كفاية لتسبب حدوث موجات المد والجزر على الأرض. فإذا كان بإمكان
القمر أن يسبب موجات المد والجزر فإنه يستطيع أن يؤثر على الإنسان ، ولكن
ما هذا الخلط بين موجات المد والجزر والإنسان ؟ نحن نعلم أن المخلوقات
البشرية تتكون بنسبة 70% من الماء. فإذا كان بمقدار المحار أن يفتح ويغلق
قوقعته تبعاً لموجات المد والجزر الناتجة بدورها من القوى الكهرومغناطيسية
والجاذبية للشمس والقمر وعلى إعتبار أن معظم جسم الإنسان من الماء فهل
يمكننا القول بأن للقمر تأثيراً علينا نحن البشر ؟ قد يمثل ذلك القول
دليلاً بالنسبة للبعض ، في الواقع إن وجود مثل تلك التأثيرات القمرية
يفتقر إلى دليل.
-يركز المنجمون على أهمية مواقع الشمس والقمر والكواكب ..الخ في وقت
الولادة مع أن عملية الولادة ليست عملية فورية فلا وجود للحظة مفردة
بعينها تعلن عن ولادة شخص. فليس لوقت الولادة المحفوظ في السجلات الرسمية
أي صلة بالموضوع ، فهل يختارو
ن
اللحظة التي ينحسر فيها الماء خلال الجزر؟ أو اللحظة التي يغمر فيها الماء
لحظة المد ؟ هل تحدث الولادة عند لحظة قطع الحبل السري ؟ أم عند توسع فتحة
المهبل للحد الأقصى من الميليمترات ؟ أم تحدث الولادة في اللحظة التي ينظر
فيها الطبيب أو الممرضة إلى ما تشير إليه الساعة ومن ثم يقومون يتسجيلها ؟
ولماذا تكون الظروف الأولية أكثر أهمية من جميع الظروف التي تعقبها في
تكوين شخصية المرء وطبائعه ؟ ولماذا اختيرت لحظة الولادة عوضاً عن لحظة
الحمل كعامل حاسم ؟ ولماذا لا يؤخذ في الظروف الأخرى كثل صحة الأم أو ظروف
المكان الذي حصلت فيه الولادة مثل تأثير مبضع الجراح أو الأضواء الساطعة
أو الخافتة أو المقعد الخلفي في السيارة ..الخ ؟
-
وهل من المهم معرفة فيما إذا كان المريخ في حالة هبوط أو ارتفاع أو بزوغ
أو أفول ؟ ولماذا لا يكون كوكب الأرض وهو أقرب جسم ضخم إلينا من بين كواكب
المنظومة الشمسية الأكثر تأثيراً على تكويننا وعلى ما سنكون عليه
بالمقارنة مع الشمس والقمر والمرور العرضي لمذنب أو نيزك ؟ فمعظم أجسام
الكواكب بعيدة جداً عنا لكي يكون بمقدورها أن تؤثر على أي شيئ على كوكبنا
لأن قدرتها على ذلك تتلاشى بتأثير الاجسام الأخرى الموجود على الأرض.
أشهر المنجمين العرب
لا
يحب من يزاول التنجيم أن يطلق عليه وصف "منجم" Astrologer بل يرغب دائماً
بأن يوصف بكلمة "فلكي" ، ولكن هذا لا يغير من شيء ، فعلم الفلك في واد
والتنجيم في واد آخر. الأول يدرس الكون والثاني يربط بين معلومات قديمة
حول الكواكب والنجوم وأثرها على أحوال الإنسان وأحداث الحياة.
1- ماجي فرح - لبنانتعد
ماجي فرح من الوجوه الإعلامية البارزة في لبنان والعالم العربي، ونظراً
لإهتمامها بالتنجيم أصدرت كتباً تروي فيها الأحداث العامة والشخصية بحسب
كل برج من كل شهر من أشهر السنة وفقاً لحساباتها الـ "فلكية" وذلك قبل
مجيء كل سنة جديدة، وكتبها حققت شهرة واسعة لها وصنفت من بين الكتب التي
حققت أعلى نسبة من المبيعات في العالم العربي ، كما أنها معروضة للبيع في
مزدات eBay الإلكترونية.
2- عبد القادر دقاق - سوريايلقب
نفسه بالفلكي إعتماداً على ما درسه في الهند ، ويستخدم ما تعلمه في
التنجيم لقراءة المستقبل ، ظهر في برنامج "مع هالة سرحان" في قناة ART
السعودية لمناقشة موضوع الجن وأثره في حياة الإنسان،نفى أن يكون للجن
السفلي دور في ما يراه من توقعات واكتفى بأنه علم درسه. ينشر توقعاته من
آن لآخر في موقعه الإلكتروني الذي يمكن زيارته
هنا وأيضاً من خلال الرسائل القصيرة المدفوعة لمعرفة التوقعات اليومية الشخصية لبرج ما.
3- كارمن شماس - لبنانتعتبر كارمن شماس من أشهر الذين يزاولون التنجيم في لبنان ، نشرت كتباً عن توقعات الأبراج لكل سنة تتناولها منذ عام 2
000
، وهي ضيفة دائمة في برنامج عالم الصباح في تلفزيون المستقبل اللبناني،
تقرأ الطالع اليومي لكل برج. وكانت تستخدم برنامج كومبيوتر يحمل اسم
Horoscope Interpreter من موقع World of Wisdom الإلكتروني يساعدها على
وضع خريطة مخصصة لكل شخص بحسب تاريخ ووقت ومكان ولادته ، يمكنك تحميل نسخة
مجانية منه
هـنـا لكي تأخذ فكرة عن تموضع الكواكب بحسب المكان والزمان. ويمكنك أيضاً زيارة
موقع كارمن الشماس الشخصي للإطلاع على بعض توقعاتها وسيرتها الذاتية.
4- سمير طمب - لبنانمن
الوجوه المشهورة في عالم التنجيم وما وراء علم النفس Parapsychologist ،
تعلم سمير عن ما وراء علم النفس عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وهو أخ
المغنية اللبنانية الشهيرة رونزا وأمل طمب. كتب سمير أكثر من 13 كتاباً عن
التنجيم وعلم ماوراء النفس . في عام 1978 نشر في مجلة سمر الصادرة عن دار
الصياد مقالته الأولى التي يتحدث فيها عن تحليل الشخصية من خلال الخط
المكتوب ، في عام 1989 تخرج من جامعة بانكو في فرنسا وفي عام 1992 أسس في
لبنان مكتبين للإستشارة في التنجيم. وفي عام 2000 ذهب إلى السعودية وقطر
والكويت حيث استضافته قناة التلفزيون القطرية والكويتية وجريدة "الرأي
العام".
وأخيراً ...من
المرجح أن يكون التنجيم أكثر الخرافات التي مورست على الإطلاق وعلى نطاق
واسع في عالمنا اليوم ومع ذلك يستمر البعض بالدفاع عنه بصفته "علم"
فيشيرون إلى دقته ، نعم التنجيم "يعمل" كما يقال عنه ، لكن ماذا يعني ذلك
؟ عندما تقول أن التنجيم "يعمل" فإن ذلك يعني أن هناك الكثير من الزبائن
اقتنعوا به، هناك الكثير ممن اقتنعوا به بفضل فعالية الوهم. فمن السهل وضع
أي حادثة في خريطة التوقعات. فالقول بأن التنجيم "ينجح" لا يعني أن
التنجيم دقيق في تكهناته حول سلوكيات الإنسان أو الأحداث لدرجة تتعدى
الصدفة البحتة في إحتمال الحدوث.
-يعتقد الكثير من الناس بأن الأبراج تصفهم بدقة وبأن المنجم أعطاهم النصيحة
المثلى ، إن مثل ذلك الدليل لا يبرهن على قدرة التنجيم بقدر ما يستعرض
فكرة
تأثير <فورير> والنزعة إلى التصديق. إقرأ عن ذلك في
أساليب الإقناع لدى العراف، المنجم الجيد يعطي النصيحة الجيدة ولكن ذلك لا يبرهن على مصداقية
التنجيم حيث أظهرت دراسات متعددة أن الناس يستخدمون تفكيراً إنتقائياً
لجعل كل وصف يظهر في طالع برجهم يتفق مع تصورهم المسبق عن أنفسهم. كما أن
العديد من المزاعم حول علاقة الأبراج بالشخصيات كانت مبهمة (ملتبسة)إذ
يمكن أن تنطبق نفس صفات الشخصية على العديد من الأشخاص المنتمين إلى أبراج
مختلفة.
المصادر-
Skeptic's Dictionary-
فانوس
2012 وحقيقة الخطر القادم من نيبيرو
مازال
الكثير من الناس حول العالم يترقب بقلق ما سيحل في العالم سنة 2012 خصوصاً
في الآونة الأخيرة بعد أن روج لذلك العديد من مواقع الأنترنت والكتب
والأفلام التي يحضر لها حيث تتناول سيناريوهات تلك النهاية الكارثية
الوشيكة، وسبب تلك الضجة يعود إلى عدة أسباب هامة من بينها احتمال مرور
الكوكب المجهول X بالقرب من الأرض أو حتى اصطدامه بها،والبعض ربط ذلك بما
أتى به السومريون القدماء من أهل بلاد الرافدين حيث ذكروا ذلك الكوكب باسم
"نيبيرو" Nibiru حسب الأسطورة وهناك أسباب أخرى تدعم نهاية العالم في 2012
لانتهاء التقويم الفلكي لشعب المايا الذين برعوا كثيراً في علم الفلك.
إقرأ عن
نهاية العالم 2012 ، وأيضاً أسباب ترجع إلى تأويلات لما أتى به العراف الشهير
نوستراداموس الذي عاش في القرن الخامس عشر والذي توقع نهاية العالم بحدوث
حرب عالمية ثالثة. هذا المقال يناقش فقط احتمالات نهاية العالم بتأثير من الكوكب المجهول أو ما يعرف بـ Planet X.
مخاطر اقتراب الكوكب المجهوللوحظ
الكوكب المجهول "نيبيرو" لأول مرة من قبل فلكي في أوائل الثمانينيات من
القرن الماضي خلف الحدود القصوى للنظام الشمسي . تم العثور عليه من خلال
استخدام أجهزة رصد تستخدم الأشعة تحت الحمراء حيث كان قابعاً في حزام من
الكويكبات يدعى حزام كوبر وهو الآن يقترب مسرعاً باتجاهنا وسيدخل منظومة
الشمسية الداخلية (المنظومة الداخلية :الكواكب القريبة من الشمس وهي كواكب
عطارد، الزهرة ، المريخ ، الأرض) وذلك في عام 2012 ، فماذا سيعني ذلك
بالنسبة لنا ؟ هل سيعني هذا أن تأثيرات اقتراب الكوكب المجهول ستكون
كارثية والملايين بل البلايين من الناس سيموتون وظاهرة الإحتباس الحراري
ستزداد شدة كذلك الزلازل وموجات القحط المهلك والمجاعات والحروب
والإنهيارات الإجتماعية بالإضافة إلى رياح شمسية قاتلة يسببها "نيبيرو"
الذي سينفجر في نواة نظامنا الشمسي ؟! وهل كل هذا سيحدث في سنة 2012 ؟ وهل
علينا جميعاً أن نحضر أنفسنا للفناء منذ الآن ؟
حقيقة الخطر الداهمترجع
معظم التوقعات المأساوية لاقتراب الكوكب المجهول إلى تأثير فكرة قديمة
تتنبأ بنهاية العالم وفق التقويم الفلكي لشعب المايا الذي ينتهي في 21
ديسمبر عام 2012. ويبدو أن المتحمسين لفكرة الكوكب المجهول قد أجروا
حساباتهم وفقاً هذه الـ"فرضية" التي تقول بأن كوكباً مميتاً سيصل إلينا
بعد أن ينحرف بشدة عن مساره ليضرب الأرض بقوته الجاذبية المدمرة ويسبب
أضراراً جيولوجية، مجتمعية و اقتصادية وبيئية بالغة الخطورة ويقتل نسبة
عالية من أشكال الحياة على
الأرض في 2012 ، ولكن مع كل أسف... لا تضيف الوقائع التي بنيت على أسطورة
الكوكب المجهول/نيبيرو أي قيمة، لذلك لا شيء يدعو للقلق فالكوكب المجهول
لن يطرق أبوابنا في عام 2012 وإليكم جملة من الأسباب:
- بين "نيبيرو" والكوكب Xفي
عام 1843 درس الفلكي وعالم الرياضيات البريطاني "جون كوش أدامز" التأرجحات
التي تحدث في مدار كوكب أورانوس ووصل إلى استنتاج بعد دراسته للتفاعلات
الجاذبية مفاده انه لا بد من وجود كوكب ثامن يؤثر بقوة على العملاق الغازي
أورانوس ، وفعلاً أدى ذلك إلى اكتشاف كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس على
بعد 30 وحدة فلكية (AU) ، حيث أن كل وحدة فلكية تساوي 149,598,000 كيلومتر
. استخدمت طريقة حون كوش أدامز في عدد ضخم من المناسبات لاستنتاج وجود
أجسام أخرى في نظامنا الشمسي حتى قبل أن يتم رصدها بشكل مباشر. فقد كان
يظهر على كوكب نبتون أيضاً تأرجحات في مداره مما قاد إلى إكتشاف الكوكب
التاسع بلوتو في عام 1930 ، وعلى شاكلة ما حدث في اكتشاف الكوكبين نبتون
وبلوتو سرى كذلك إعتقاد جدير بالإهتمام يتعلق بوجود كوكب عاشر أطلق عليه
اسم Planet X ، إلا أنه على عكس قصة اكتشاف كوكب نبتون من خلال أورانوس
كانت كتلة بلوتو ضئيلة جداً حتى مع قمره شارون الذي يدور حوله في منظومة
تعرف بـ بلوتو-شارون ، فكلاهما كانا ضئيلان جداً للتأثير على كوكب نبتون.
ومع ذلك استمر البحث عن الكوكب المجهول X.
-
وبعد سنوات من التخمينات والبحوث التاريخية سرى إعتقاد بأن الجسم العملاق
الذي يبحث عنه علماء الفلك هو إما أن يكون كوكباً ضخماً أو نجماً صغيراً
شقيقاً لشمسنا مما يجعل من نظامنا نظاماً شمسياً ثنائياً . والواقع أن إسم
"نيبيرو" لا وجود له على أرض الواقع وقد استخدمه المؤلف "زاخاريا سيتخين"
خلال بحثه عن مواجهات مزعومة وقعت مع مخلوقات قادمة من الفضاء خلال تاريخ
مبكر من حياة البشر على الأرض، إذن "نيبيرو" كان كوكباً افتراضياً حاضراً
في ثقافة السومريين القدماء ، والسومريون هم قوم عاشوا بين 6000 إلى 3000
قبل الميلاد في موقع جغرافي كان يعرف ببلاد ما بين الرفدين أو يعرف بـ
العراق حالياً وهم سبقوا البابليين. ولا يوجد إلا دليل أثري ضعيف يقترح
صلة ما بين الكوكب الأسطوري حسب حضارة السومريين والكوكب المجهول الذي
نبحث عنه. ورغم أن تلك الصلة المزعومة مشكوك وملتبس فيها أصلاً إلا أن
الكوكب المجهول و"نيبيرو"يمثلان نفس الشيء بالنسبة مؤيدي فكرة نهاية
العالم ، ويبقى بالنسبة إليهم جسماً فلكياً قديماً عاد إلينا بعد رحلته
الطويلة على مداره خلف النظام الشمسي.
- وحتى لو فرضنا أن هناك صلة وثيقة بين الإثنين (نيبيرو والكوكب المجهول) فهل يوجد أي دليل دامغ على وجود الكوكب المجهول في عصرنا ؟
- نتيجة الرصد بالأشعة تحت الحمراءنجد
تركيزاً ملفتاً على حادثة إكتشاف جسم كوني غامض في عام 1983 من قبل وكالة
الفضاء الأمريكية ناسا (NASA) ويبعد 530 وحدة فلكية (حوالي 80 بليون
كيلومتر)، عثر على ذلك الجسم من خلال استخدام أجهزة IRAS وهي أجهزة ترصد
الأشعة تحت الحمراء الكونية على متن الأقمار الصنعية، وبشكل طبيعي تناولت
وسائل الإعلام حول العالم ذلك الحدث بحماسة شديدة وأثارت ضجة حوله بالقول
أنه ربما كان هذا هو الكوكب المجهول ، وبالأخص ما تناولته صحيفة واشنطن
بوست الرائجة في مقال نشرته في 31 ديسمبر يحمل عنوان "إكتشاف جسم كوني
غامض" في حين لم يكن العلماء متأكدين أصلاً من حقيقة هذا الجسم الذي
أظهرته الأشعة تحت الحمراء في عام 1983، ولهذا اكتفوا بوصفه بكلمة "غامض"
ولكن التقاريرالأولية في وسائل الإعلام كانت تتساءل عن ماهية ذلك الجسم
فتحدثت مرة عن إحتمال كونه مذنب يكمل دورته على مدى طويل جداً من الزمن
ومرة أخرى عن كوكب بعيد أو حتى عن مجرة في طور التكوين أو نجماً عملاقاً
Protostar أو"قزماً بني اللون" وما إن ذكر الإحتمال الأخير (قزم بني) حتى
أصبح يمثل فجأة الكوكب المجهول في وسائل الإعلام حيث وصف بأنه قزم بني
اللون يدور على بعد كبير حول نظامنا الشمسي.
-
إذن من أين أتت تلك القصة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"؟ في الواقع
نشرت القصة كاستجابة لورقة بحث مطبوعة حملت عنوان :"مصادر النقطة المجهولة
في أجهزة رصد IRAS" كتبها هوك إيت آل ونشرها في مجلة البحوث الفيزيائية
الكونية Astrophysical Journal Letters ، 278:L63 في عام 1984 ، وعندما
أجري لقاء مع د.جيري نيوجيباور الباحث المساعد في مشروع IRAS صرح بشدة أن
ما التقطته أجهزة IRAS لم يكن البتة "بريداً وارداً" أي أن النتائج لم
تكشف أصلاً عن وجود جسم يقترب من الأرض. وما وصلت إليه الدراسة هو :
"رشحت
عدد من الإحتمالات لتحديد الأوصاف بما فيها مجرة قريبة من النظام الشمسي،
أو أجسام مجرية بعيدة ، وقد تساهم المزيد من الأرصاد عبر الأشعة تحت
الحمراء وباستخدام أطوال مختلفة للموجات في إعطاء المزيد من المعلومات
التي تدعم تلك الفرضيات أو ربما تحتاج تلك الأجسام تفسيرات أخرى مختلفة
برمتها" Letters, 278:L63, 1984.
-
ومن الملاحظ أن نتيجة رسالة البحث لم تذكر جسماً واحداً (القزم البني) بل
مجموعة من الأجسام ولم تشير الرسالة أبداً إلى أي جسم يقترب منا لكن
الإشاعات في ذلك الوقت بدأت تطفو على السطح عندما نشرت أوراق بحث لاحقة في
عام 1985 تتحدث عن مصادر IRAS المجهولة وعن المجرات الشديدة الإضاءة التي
كتبها هوك إيت آل وكذلك ورقة تحمل عنوان مشهد IRAS للمجرات البعيدة
Extragalactic كتبها "سويفر إيت آل" عام 1987. وعلى الرغم من تعدد رسائل
البحث إلا أن أجهزة IRAS لم ترصد أبداً جسماً كونياً يقع على حافة النظام
الشمسي.
- تأرجحات في المدار = الكوكب المجهول ؟بالإضافة
إلى حادثة "الإكتشاف" المزعومة عام 1983 للكوكب المجهول (القزم البني) نشر
أيضاً في عام 1992 زعم يقول :"التغيرات الغير مفسرة في مداري أورانوس
ونبتون تؤشر إلى وجود جسم خلف نظامنا الشمسي يفوق كتلة الأرض من 4 إلى 8
مرات ويسير على مدار منحرف بشكل كبير عن بقية مدارات الكواكب ويبعد مسافة
12 بليون كيلومتر عن الشمس". هذا النص مأخوذ عن مصدر غير موثق من ناسا
(وكالة الفضاء الأمريكية) كان قد ظهر في فيديو يحمل عنوان "تنبؤات الكوكب
المجهول ودليل سبل النجاة في 2012" ،Planet X Forecast and 2012 Survival
Guide
-
بالعودة إلى فكرة إكتشاف كواكب جديدة باستخدام القياسات الدقيقة للتأرجحات
في المدار يدعي هنا أصحاب نظرية الكوكب المجهول أن وكالة الفضاء الأمريكية
أعلنت في عام 1992 عن أن وجود قياسات غير مباشرة تبين وجود كوكب يبعد 12
بليون كيلومتر عن الأرض إلا أنه لا أساس لهذا الإدعاء إذ لا يوجد مصدر
موثوق يدعم ذلك الزعم. فالإكتشاف الوحيد والعظيم الذي أتت ناسا على ذكره
في السطور هو إكتشاف أول "جسم ما وراء نبتون " رئيسي trans-Neptunian
object الذي يرمز له إختصاراً TNO وأطلقت عليه اسم 1992 QB1 يبغ قطر الجسم
حوالي 200 كيلومتر وهو محتجز ضمن حزام كوبر للكويكبات (حزام كوبر هي منطقة
تضم كواكب صغيرة جداً في الحجم ويعيش فيها كوكب بلوتو وونيازك تبعد ما بين
30 إلى 55 وحدة فلكية خارج مدار نبتون وبعض تلك الأجسام مثل بلوتو تتقاطع
مع مسار مدار نبتون ولذلك يطلق عليها اسم "ما وراء نبتون" أو TNO. ولا
تملك أياً من تلك الأجسام أي تهديد على الأرض فهي لن تغادر حزام كوبر لكي
تمر علينا بزيارة في عام 2012. كما أن أية تذبذبات في مدار نبتون تخضع
لمقدار خطأ معلوم في الرصد ولم تبين أياً من تلك القياسات أية أجسام
تتجاوز حجم أكبر كويكب في حزام كوبر.
-
لعل أكثر التناقضات وضوحاً في الفرضية التي وضعها مؤيدوا الكوكب المجهول
هي اعتبار أن ما كشفته أجهزة IRAS في عامي 1984 و 1992 يمثل الكوكب ذاته،
وعلى هذا الأساس و وفقاً للبيان الذي أعلنته ناسا في عام 1984 يكون الكوكب
المجهول على بعد 80 بليون كيلومتر عن الأرض في حين كان على بعد 69 بليون
كيلومتر في عام 1992 أي أنه قطع حوالي 11 بليون كيلومتر خلال ثماني سنوات
فقط، فبناء على هذا المنطق كان من المفترض أن يصل الكوكب المجهول إلى نواة
النظام الشمسي في عام 2003 وليس في عام 2012 كما يقول مؤيدوا النظرية.
نظرية المؤامرة"إن
لم يعثر على دليل يؤكد وجود الكوكب المجهول فلا بد إذن من وجود مؤامرة "،
يؤمن بتلك العبارة العديد من الناس وقولها سهل إلا أن البرهان العلمي
عليها صعب ، فكثيرون يريدون منا أن نؤمن بوجود مؤامرة عالمية تحاك في
الخفاء بين حكومات الدول وأن وكالة الفضاء الأمريكية متورطة في إخفاء
معلومات تؤكد وجود الكوكب المجهول. ومن الجدير بالإنتباه هنا هو أن عدم
وجود دليل على الكوكب المجهول لا يستلزم وجود مؤامرة تخفي الحقيقة عن
الجمهور وهنا نتساءل لماذا تخفي الحكومات إكتشافاً تاريخياً على هذه
الدرجة من الخطورة يتمثل بنهاية العالم على يد كوكب يقترب باتجاه نواة
نظامنا الشمسي (الكواكب الداخلية ومنها الأرض)؟ هل يهدف ذلك إلى تجنب
الهلع الجماعي ولتطبيق أجندتهم الجشعة ؟ ، ولكن عندما نواجه أصحاب نظرية
الكوكب المجهول بالادلة العلمية ليس بوسعهم الرد إلا من خلال "نظرية
المؤامرة" التي تمثل نقطة القوة الوحيدة التي يملكونها .
وأخيراً ...لا
تمثل قصة وصول الكوكب المجهول X في عام 2012 إلا مجرد خطاب يراد به إرضاء
الجمهور ويعوزه الصدق، لكنها تساعد أصحاب تلك النظرية على بيع المزيد من
الكتب وأقراص الدي في دي عبر أسلوب تخويف الناس. ولكن "نيبيرو" سيبقى
دائماً في عالم الأسطورة السومرية.
شاهد الفيديويروج
لهذا الفيديو أصحاب نظرية المؤامرة حيث يزعمون بناء قواعد سرية جهزت في
باطن الأرض لتجنب كارثة "نيبيرو"، وربما أصلاً جهزت لتجنب كارثة نووية أو
حرب عالمية ثالثة.
المصدر
-
Universe Today -
Astrobiology - NASA
أساليب العراف في الإقناع
يدعي
البعض قدرته على قراءة المستقبل فينشرون توقعاتهم العامة عن العالم وما
سيحل به من كوراث وحروب وغيرها سواء في الصحف أو عبر البرامج التلفزيونية
وربما يصدق الكثيرون ما يقوله هؤلاء عن مستقبل حياتهم الشخصية أو عن ما
يتنبؤون به من الأحداث التي ستقع في بلدانهم، وفي أيامنا هذه تزايدت شهرة
العرافين حتى أنهم أصبحوا نجوماً تتبناهم القنوات التلفزيونية فيطلون
علينا في ليلة رأس السنة الميلادية أو خلال شهر رمضان المبارك، العرافة فن
قديم ولم يبدأ مع
نوستراداموسولكل عراف طريقته في قراءة المستقبل فمنهم من يستخدم التنجيم Astrology
(علم الفلك كما يزعمون) أو يستخدم علم الأرقام Numerology وما تقوله أو
يخبرنا بما يتراءى أمامه في
الكرة البلورية أو عبر فك رموز
قراءة الفنجانأو ورق التاروت أو خط الكف ..الخ ، لكن في السنوات الأخيرة خرج لنا جيل
جديد من العرافين لا يستخدمون أياً من تلك الوسائل وإنما يدعون بأنهم
يخبرونا بما يظهر لهم من رؤى ذهنية أو ما يحسون به فينفون أية صلة لهم مع
الجن أو أرواح أخرى ويكتفون بالقول بأن لهم موهبة خاصة خارقة للعادة أمثال
مايك فغالي و ميشيل حايك وسمير زعيتر، ولعل الكثير منا يتساءل عن كيفية
توصلهم لمعلومات عن حياة الشخص بمجرد التطلع في صورته أو سماع صوته ، فيما
يلي ذكر لوسائل الإقناع القديمة والجديدة التي يستخدمها العراف بذكاء
ليؤثر في أذهان الناس ويكسب ثقتهم ، تسمى يتقنيات القراءة الباردة Cold
Reading Techniques.
ما هي القراءة الباردة ؟القراءة
الباردة هي سلسلة من التقنيات التي غالباً ما يلجأ إليها العراف أو قارئ
الطالع للإتيان بمعلومات عن الأشخاص ليقنعهم بأنه يعرف عن موضوع ما أكثر
مما يعرفونه هم حول أنفسهم. وبدون أي معرفة مسبقة عن الشخص يستطيع العراف
المتمرس الحصول على قدر كبير عن تفاصيل الموضوع المطروح بسرعة فائقة وذلك
بمجرد تحليل لغة الجسد (حركات جسمه) وعمره و مظهره وجنسه ودينه وعرقه
وأصله ومستواه التعليمي وأسلوبه في الكلام وحتى مكان نشأته. يتمتع العراف
عادة بقدرة قوية في التركيز على الإحتمالات الأكثر وروداً في الموضوع
المطروح(صحة ، عمل ،عاطفة) فيأتي بتخمينات بناء على الإشارات العديدة التي
التقطها حول الشخص فيركزعلى التخمينات الناجحة ويسترسل بتخمينات أخرى
تتوافق معها ويحاول دائماً تجنب أية طرح تخمينات فشل في توقعها فيتوقف
عنها وينتقل لفكرة أخرى وهكذا يكتسب العراف الخبرة مع مرور الوقت.
أبرز تقنيات القراءة الباردةيعتبر
كتاب "الحقائق الكاملة للقراءة الباردة" The Full Facts of Cold Reading
للمؤلف "أيان رولاند"وهو لاعب الخفة البريطاني أكثر المراجع شمولاً في شرح
أساليب الإقناع التي يستخدمها العرافون. يناقش المؤلف في كتابه أكثر من 20
أسلوب (تقنية) مختلفة بما فيها "حيلة قوس قزح" Rainbow Ruse و الإطراء
المفرط Fine Flattery وعبارات "برانوم" Branum Statements و التصويب
Shotgunning
1- التصويب Shotgunningهي
من الأساليب الشائعة لدى العرافين خصوصاً أولئك الذين يظهرون على
التلفزيون، يقوم خلالها العراف بالإفصاح عن كمية كبيرة من المعلومات
العامة جداً على وبأسلوب بطيئ، قد يكون بعض تلك المعلومات دقيقاً أو
قريباً من الواقع أو يثير اهتمام الشخص أو يستفزه، ومن ثم يقوم العراف
بدراسة رد فعل الشخص عليها لكي تساعده في تضييق مجال تخميناته وتركيزها في
مجال أكثر دقة إعتماداً على الإستجابات العاطفية التي يراها على الشخص (من
خلال نبرة صوته أو مشاعر وجهه). سميت تلك التقنية بذلك الاسم لأن إصابة
الهدف تكون صعبة في البداية ولكن مع توالي محاولات التصويب نقترب شيئاً
فشيئاً من إصابة مكان الهدف.كأن يقول العراف للشخص بأنه فقد شخصاً قريباً
له باسم شائع مثل اسم محمد . كما قد تتضمن محاولات التصويب سلسلة من
العبارات المبهمة مثل:
- "أرى
أن هناك مشكلة في القلب تصيب فرداً يكون بمثابة أبيك في عائلتك ، قد يكون
أبوك أو جدك أو عمك أو حتى عمتك ، أرى بوضوح ألماً في الصدر هنا يصيبه".
-
"أرى سواداً يحيط بامرأة ليست بقريبتك ، كانت معك خلال نشأتك ، خالة أو
صديقة أمك أو زوجة أبيك ، أراه في الصدر ، سرطان رئة، مرض قلب ، سرطان
ثدي".
- "أستشعر رجلاً عجوزاً في حياتك ورغم أنك لست على وفاق معه إلا أنه ما زال يحبك".
2- عبارات برانوم Branum Statementsسميت
بذلك الإسم نسبة لرجل الإستعراض الأمريكي "بي.تي برانوم" وهي عبارات تبدو
شخصية رغم أنها تنطبق على العديد من الأشخاص، تكون تلك العبارات غالباً
ذات نهاية مفتوحة لتعطي العراف أكبر حيز في سرد تخميناته اللاحقة، وهي
عبارات مصممة لاستخراج أية استجابات محددة من قبل الشخص. وهكذا تصبح
العبارات اللاحقة أكثر طولاً وتعقيداً لأنها تحمل تفاصيل أكثر.تعتمد تلك
العبارات على حماس الشخص في ملئ الفراغات في المعلومات التخمينية التي
يقولها العراف وتهدف إلى إنشاء ارتباط بين ما قيل وبين تاريخ حياة الشخص
برمتها. وهناك أمثلة على تلك العبارات منها:
- "أستشعر أنك لا تشعر بالامان خصوصاً مع الناس الذين لا تعرفهم جيداً".
- "لديك صندوق يحتوي على صور غير مصنفة في منزلك".
- "لديك حادثة مرتبطة بمرحلة طفولتك لها علاقة بالماء""لديك مشاكل مع صديق أو قريب"."توفي والدك نتيجة لمشاكل في صدره أو بطنه".
فيما
يخص بالعبارة الأخيرة ، فإن العراف يقولها في حال تأكد من موت الأب ويمكن
لتلك العبارة أن تشمل عدداً كبيراً من الأسباب كمرض القلب والسكري ومعظم
أشكال السرطان ومعظم أسباب الوفاة بالعموم.
3- حيلة قوس قزح Rainbow Ruseهي
عبارات فيها دهاء وتضيف ميزة على طبائع الشخص وفي نفس الوقت تأتي بعكس تلك
الميزة. بمساعدة تلك العبارة يستطيع العراف أن يشمل كل الإحتمالات فيبدو
أنه يتوصل إلى وصف دقيق لما حدث على الرغم من أنها عبارة مبهمة ومتناقضة،
تستخدم تلك التقنية لأن طبائع الشخصية هي أمور لا يمكن قياس كميتها ولأن
معظم الناس تقريباً تحدث معهم مشاعر مختلطة في نفس الوقت خلال حياتهم. ومن
تلك العبارات نذكرعلى سبيل المثال:
- "تكون إيجابياً ومبتهجاً في معظم الوقت، لكنك كنت منزعجاً جداً في وقت مضى ".
- "إنك شخص لطيف ويعتمد عليه لكن عندما لا يستحق أحدهم ثقتك تشعر بغضب متأجج".
- "أرغب بأن أقول بأنك خجول وهادئ في معظم الأحيان، لكن عندما يتقلب المزاج تصبح بسهولة مركز الإنتباه".
وهكذا
يمكن للعراف أن يختار مجموعة متنوعة من تلك العبارات التي تتناول طبائع
الشخصية فيما يفكر بنقيضها أو عكسها، ومن ثم يجمعها معاً في عبارة واحدة
ويخلطها بعوامل أخرى كالزمن والمزاج .
أشهر العرافين العرب1- مايك فغالي - لبنانمايك
فغالي هو ضيف برنامج "شو تتوقع ؟ مع مايك فغالي" الذي تعرضه حالياً قناة
OTV اللبنانية وذلك في كل أمسية من رمضان 2009 ، لا يتكلم فغالي عن مصدر
المعلومات التي يأتي بها شأنه شأن معظم العرافين للحفاظ على سر المهنة
لكنه يدعي أن هناك إيحاءات أو أحاسيس ترواده فقط عند مجرد سماع صوت الشخص
لمدة لا تتجاوز 10 ثوان. يلاحظ على مايك فغالي تعمد إصباغ مظهر غامض
للجمهور ويساعده في ذلك مقدم البرنامج إيلي شويحان من خلال لحظات الصمت
وحركة الكاميرا أمام عيني مايك فغالي وهذا بحد ذاته يخلق جواً ملائماً
لإقناع بعض المشاهدين (أغلبهم من النساء، ربما لأن العاطفة طاغية عند
الأنثى) فيتحمسون للإتصال خصوصاً أولئك المتلهفين لمعرفة المستقبل في
الصحة والعمل والعلاقات العاطفية، يلاحظ عن فغالي تكراره بشأن تحسن العمل
بعد عدة أشهر (او قبل نهاية العام الحالي)، وعند ذكره للأحوال الصحية
يركزه على آلام الظهر لأنها شائعة أصلاً في عصرنا ، ولتلويحه بفكرة السفر
(كون معظم المتصلين من لبنان ويعرف عن الشعب اللبناني كثرة هجرته وشيوع
تلك الفكرة في حياته)، وفي العلاقات العاطفية يطلب فغالي دائماً عدم تدخل
الأهل أو أن لا تضغط الفتاة على عشيقها لئلا ينفر منها. فإن كان مايك على
دراية فعلية بأحوال الناس وتفاصيل حياتهم أليس من الجدير بالذكر أن يعرف
أولاً اسم الشخص أو على الأقل عدد أطفاله أو حالته الإجتماعية بعد ان يسمع
صوته ؟ ، لا شلك أن للعراف مهرباً أو إجابة جاهزة عندما نواجهه بكذب
إدعاءاته ، فهو ذكي في صياغة كلامه لئلا يؤخذ عليه فيبقي العبارات ضبابية
وقابلة للتأويل المتنوع. لذلك يتجنب دائماً الدقة في راوية تفاصيل الحدث
المستقبلي. يمكنك زيارة موقعه
هنا 2- ميشيل حايك - لبنانيزعم
أنه لا يعلم مصدر رؤاه المستقبلية ، ويصف نفسه "نواستراداموس الألفية" في
موقعه على الأنترنت الذي سيفتتحه قريباً، يظهر عادة في تلفزيون LBC
اللبناني. ويقتصر لحد الآن على التوقعات العامة دون الخوض في التوقعات
الشخصية للأفراد في وسائل الإعلام. يمكنك زيارة موقعه
هنا3- سمير زعيتر - لبنان يزعم أنه لا يعلم مصدر رؤاه المستقبلية. يظهر عادة على شاشة تلفزيون الجديد New اللبناني.
4- عبد القادر دقاق - سوريايلقب
نفسه بالفلكي إعتماداً على ما درسه في الهند ، ويستخدم ما تعلمه في
التنجيم لقراءة المستقبل ، ظهر في برنامج "مع هالة سرحان" في قناة ART
السعودية لمناقشة موضوع الجن وأثره في حياة الإنسان،نفى أن يكون للجن
السفلي دور في ما يراه من توقعات واكتفى بأنه علم درسه. يمكنك زيارة موقعه
هنا 5- ثابت الألوسي - العراقيستخدم
الكرة البلورية وعلم الأرقام Numerology لكشف مستقبل الشخص وكانت له
علاقات مع مشاهير رجال الأعمال والفن والسياسة وأصدر فيما مضى مجلة تحمل
اسم "البلورة"، وصرح سابقاً أنه سيغير اسمه إلى "لوسي" عوضاً من "الألوسي"
لأنه يجلب له حظاً أكبر.
هدف سياسي و ربحيوأخيراً ..لا يخفى علينا أن بعض القنوات تلجأ للعرافين لنشر أجندتها السياسية ولما
تعرفه من تأثيرها على المشاهدين وتساهم في زيادة نسبة المشاهدة وتحقق
مزيداً من العائدات الإعلانية خصوصاً في شهر رمضان المبارك، ولمعرفة رأي
الإسلام حول العرافة يمكنك القراءة
هنا.
المصدر-
Wikipedia
الكرة البلورية وقراءة الطالع
كشف
الطالع هي إحدى طرق العرافة (الرجم بالغيب) ككشف البخت أو رؤية أشياء غير
مرئية أو محجوبة عنا من خلال التحديق إلى سطح لماع وعاكس لشيئ ما ، إذ
يستمر العراف بالتحديق إلى ذلك الشيء حتى يرى ما يراه في ذهنه (تنطبع
كصورة ذهنية).ويعتبر كشف الطالع فن قديم تعود مزاولته إلى أوائل المصريين
القدامى وإلى حضارات العرب القديمة، استخدم ذلك الفن عبر التاريخ من قبل
السحرة والمنجمين والفيزيائيين للكشف عن المستقبل والإجابة عن الأسئلة
وحتى للعثور على الأغراض الضائعة أو الأناس المفقودين، وربما يكون
نوستراداموس أشهر عراف عرفه التاريخ (إقرأ عن
تنبؤات نوستراداموس).
أدوات مشاهدة الطالعتعتبر
الكرة البلورية (المكشاف)من أشهر الأدوات المعروفة التي استخدمت للكشف عن
الطالع إلا أنها ليس الأداة الوحيدة المستخدمة لهذا الغرض. فهناك المرايا
السوداء أو الحالكة السواد وماء البحيرة الراكد وأقداح الحبر أو الدم.
وكان العراف نوستراداموس يستخدم وعاء الماء مصنوع من النحاس الأصفر ويرتكز
على ثلاثة أرجل. واستخدمت الوسيطة الروحانية الأمريكية جاين ديكسون بلورة
كريستالية بينما استخدم آخرون جماجم كريستالية وحتى مصابيح . ويعتبر بعض
العرافون الجسم البلوري (الكريستالي) الأداة الأفضل من نوعها لأنهم يزعمون
أن الكريستال يحتوي على ذبذبات معينة أما الآخرون فيرون أنه لا يهم نوع
الأداة التي يستخدمها العراف وإنما يهم قدرات التبصير أو العرافة التي
يمتلكها وأن الكرة البلورية مجرد أداة وللعراف حرية في استخدام الأداة
التي تحلو له.
تجربة على الكرة البلوريةقام
ستيفن واغنر والذي يكتب في شبكة About الشهيرة عن الظواهر الغامضة بإجراء
تجربة حول الكرة البلورية للتحقق من طبيعة الرؤى المزعومة خلالها وليرى إن
كانت ستكشف جزءاً من المستقبل القريب فاشترى كرة بلورية عادية (لا يشترط
أن تملك خصائص معينة ويمكن اقتناؤها بسهولة من الأسواق)، وقبل البدء
بالتجربة قام ببعض التحضيرات تشمل أولاً اختيار غرفة من المنزل يقل فيها
الضجيج وبعيدة عن أي تشويش فوقع اختياره على غرفة المطبخ ، و وضع البلورة
على طاولة المطبخ وشمعة بجانبها شرط أن لا توضع الشمعة مباشرة أمام
البلورة أو خلفها أو في خط نظره، وإنما توضع جانباً، ثم أطفأ أنوار الغرفة
أو جعلها منخفضة جداً وكان الوقت بعد منتصف الليل.تهدف تلك التحضيرات إلى
خلق تركيز قوي وإبعاد أي تشويش ممكن من تأثيرات العالم الخارجي ، كما
تساهم تذبذبات لهب الشمعة المتغيرة في قوة كشف الطالع كما يزعم، وللحصول
على تلك التذبذبات شغل ستيفن مروحة السقف ولكن دون أن يطفئ الهواء نور
الشمعة واحتاج الأمر إلى تغيير موضع الشمعة لعدة مرات إلى أن حصل على
التأثير المطلوب بحيث تكون الشمعة على مسافة قريبة كافية لكي تنعكس صورتها
على السطح الزجاجي للكرة البلورية. كما يشترط على الإنسان الذي يستخدم
البلورة أن يعتاد عليها ويتواصل معها لتتكون علاقة قوية بينه وبينها كما
في العلاقات الحميمة.ويقول ستيفن:"يبدو أن تلك الكرة البلورية تعرفني
جيداً"، ويضيف:"بعض العرافين ينصحون بتطهير الكرة البلورية بالماء المالح
للحصول على نتائج وبعضهم الآخر بنصح بتعريضها لدخان نبات محترق وهو
الأفسنتين (شجيرة صغيرة )، كما كان العراف نوستراداموس يدهن نفسه بالماء
الذي يستخدمه في قراءة الطالع وعلى من يستخدم البلورة أن يكون مرتاحاً ،
ويستمر بالتحديق في نقطة محددة في البلورة لفترة 20 دقيقة على الأقل دون
أن يحرك نظره، ومن ثم يأخذ نفساً ويستمر بالتحديق ، وقد احتاج الأمر مني
عدداً من محاولات تنشق الهواء (أثناء ذلك كانت عيناي مرتاحتان وفاقدتان
للتركيز ) قبل أن تبدأ رؤى معينة بالظهور، وخلال رؤية الصور يجب تذكرها أو
يفضل تسجيلها من قبل أحد أفراد العائلة".يصف العرافون تجربتهم با