مبارزه خلدها التاريخ

اثناء غزوة الخندق التي بداء خروج الاحزاب لمقاتلة المسلمين يوم 24
فبراير627م اول شوال من العام الهجري الخامس ونصبو معسكرهم قبل المدينه
ولست هنا اتعرض لاحداث الغزوه
ولكن اتعرض لحدث فيها وهو حدث جلل يدل علي بطولة الامام علي رضي الله عنه
وكرم الله وجهه ففي يوم السبت 15 مارس 627 العشرون من محرم من العام
الهجري الخامس تحركت سرية عكرمه بن ابي جهل احد فرسان قريش وقفزت جماعه
صغيره الى الخندق بعد ان اعيل صبرهم ووطأت الخيل موقع المسلمين وكانت هذه
الجماعه مؤلفه من سبعة رجال كان منهم عكرمه ورجل اخر ضخم الجثه لكز فرسه
وتقدم اصحابه وراح ينظر في وجوه المسلمين الذين دهشو لمراي قريش وكانت
فرصه فريده جرت فيها احدى المبارزات التي خلدها التاريخ كان هذا الرجل
الذي يعتلي صهوة جواده عمرو بن عبد ود وكان فارع الطول عملاقا كان اذا
اعتلي صهوة جواده يبدو في صوره خرافيه له وجه عبوس يروع اصدقائه واعدائه
علي حد سواء لا يغشاه الخوف ابدا وقف عمرو وهو وفرسه بلا حراك واخذ يتطلع
الي صفوف المسلمين بازدراء ثم رفع راْسه ودعا الى البراز قائلا ولقد بححت
من النداء لجمعهم ............هل من مبارز ؟
وكان قمينا بالرجل ان يزهو ويفتخر ويعتد بقوته واستقبل المسلمون هذا
التحدي بصمت وراح كل منهم ينظر للاخر ثم التفتو جميعا ناحية النبي الكريم
صلي الله عليه واله وسلم دون ان يتقدم واحد منهم لمبارزة هذا العملاق الذي
عرف بقوته ومهارته في فنون القتال ومع ان عمرا هذا قد جرح عدة مرات واصيب
في الكثير من المبارزات الا انه لم يفشل في واحده او ينهزم ابدا كما ان
احدمن الذين تبارزو معهلم ينج من الهلاك وكان يقال عنه اه يستطيع ان يواجه
خمسمائة فارس وانه يستطيع ان يرفع فرسا عن الارض ثم يلقي بها الى الارض
وانه يستطيع ان يحمل عجلا بيده اليسري ويستخدمها كدرع له فالقتال
وانه..... وانه...... الى اخر تلك القصص والروايات التي نسجها العرب جعلت
من هذا المقاتل الرهيب اسطوره فالمنعه والقوه .
ظل السلمون اذن صامتين في حين راح العملاق يضحك منهم باستهزاء ضحكة شاركه
فيها افراد قبيلة قريش الذين وقفو قبالة الخندق يشاهدون ما يحدث امامهم
وراح الرجل يتهكم بالمسلمين والاسلام ويتطاول علي مقام النبي الكريم صلي
الله عليه واله وسلم وهنا نفذ صبر علي وترك مكانه فالصف الامامي واقترب من
النبي الكريم صلي الله عليه واله وسلم وقال له انا ابارزه يا رسول الله
ولكن النبي امره بالعوده قائلا له ارجع يا علي انه عمرو وعاد علي الى
مكانه
وعاد الرجل الى ضحكه واستهزائه وسخريته بل وتحديه واتجه علي الى النبي مره
ثانيه فقال له مثل ماقال فلمرة الاولي وزادت من عمرو ضحكات السخريه وزاد
السباب والوقاحه عن زي قبل وزاد تحدي عدو الله للمسلمين وراح يتهكم بجنتهم
التي كانو يدعون انها ستكون دار مقام لكل من يقتل في اي قتال وطالبهم
بواحد يخرج اليه منهم يبارزه ولما اتجه علي الي النبي الكريم صلي الله
عليه واله وسلم للمرة الثالثه راي رسول الله صلوات الله عليه وسلامه في
عينيه النظره التي يعرفها عنه حق المعرفه وادرك انه يستطيع ان يحول هذه
المره بينه وبين الخروج الى هذا السليط اللسان وتطلع النبي الكريم صلي
الله عليه واله وسلم الي علي بنظره ملؤها الحب والحنان والشفقه لانه كان
رضي الله عنه اقرب الناس الى قلبه الطاهر ثم انتزع سيفه وعلقه علي صدره
وعممه بعمامته وقال (اللهم اعنه عليه)وكان السيف الذي اعطاه النبي لعلي
سيف المنباء بن الحجاج احد المشركين الذين قتلو بغزوة بدر وكان المسلمون
قد اخذو هذا السيف ضمن غنائم الحرب واخذه الرسول الكريم لنفسه ولكن ما ان
انتقل هذا السيف الي يد علي حتي اصبح من ساعتئذ اشهر سيف فالاسلام وقد قضي
علي كثير من الرجال فالمعارك اكثر من اي سيف اخر ورد ذكره فالتاريخ وكان
اسم السيف ذا الفقار وجمع علي عددا من المسلمين واتجه بهم ناحية المشركين
وقفة الجماعه علي مقربة من عمرو وتقدم علي منه الي مسافه تتيح له مبارزته
وكان العملاق بعرف عليا تمام المعرفه فقد كان صديقا لابيه ابي طالب وابتسم
الرجل لعلي برقه وراح يتطلع اليه كما يتطلع الي طفل صغير وقال له ماحملك
علي الخروج الي ولم يرضي احد من اعمامك او من هو اكبر منك
قال لانهم كانو يبحثون بينهم عن اصغرهم سنا واقلهم شانا فلم يجدو لا اصغر
ولا اقل شانا مني فانهم اكبر وارفع شان من ان يقابلو مثلك فابتسم عمرو
وهنا قال له علي رضي الله عنه ياعمر انك كنت عاهدت الله الا يدعوك رجل من
قريش لاحدي خلتين الا اخذتها منه قاله له عمرو اجل فقال له علي فاني ادعوك
الى الله والى رسولي والى الاسلام فقال عمرو لا حاجة لي بذلك فقال علي
فاني ادعوك الى النزال فقال له عمرو لم يبن اخي فاني والله لا احب ان
اقتلك فقال له علي ولكني والله احب ان اقتلك وانتفض وجه عمرو غضبا وصرخ
صرخة عاليه وقفز بجواده قفزه دلت علي خفته ومهارته ثم اوقف فرسه وشهر
سيفهوهجم علي علي وبدات المبارزه وسدد عمرو سيفه الى صدرعلي ولكنه لم يصبه
فقد اخذ علي يتفادي ضرباته اما بسيفه او بدرعه او بحركه رشيقه يقوم بها
وبعد مضي مدة كان سيف العملاق يصفر فالهواء توقف العملاق بعدما اصابه
الاعياءماخوذا بما راي لان احدا غير علي لم يستطع ان يصمد امامه مثل هذا
الوقت وهذا الصمود وعجب كيف يقف امام صبي مثل هذا الصبي يتطلع اليه بلا
مبالاه كما لو كان مشترك معه في لعبه من اللعبات ولكن الامور سارت باسرع
مما كان متوقع حتي ان احدا ما لم يستطع ان يتابعها لا من المسلمين ولا من
قريش حتي ولا العملاق نفسه فقد القي علي بسيفه ودرعه الى الارض وقفز بجسده
فلهواء كالصاروخ وامسك بيديه برقبة العملاق وبحركه لا يتقنها الا
المبارزين الاكفاء القي بالعملاق الي الارض بعد ان افقده توازنه ىفي ثوان
قليله وسقط العملاق علي ظهره وجلس علي رضي الله عنه علي صدره ملقيا ساقيه
علي جانبي الرجل وراح الجيشان يحدقان النظر ويتهامسان ثم امسكا بانفاسهما
وتحولت الدهشه والحيره التي علت وجه العملاق الى غضب فقد سقط عالارض امام
ناشئ لا يزيد حجم جسده علي نصف جسده ومع انه سقط علي تالارض الا انه لم
يقر بالهزيمهفقد ظن ان باستطاعته ان ينتصر في هذه المعركه وان يستعيد
مكانته كاقوي مقاتل في بلاد العرب وظن انه سيستطيع ان يلقي بهذا الغر
الصغير في الهواء يطيرفيه كما تطير اوراق الشجر واحمر وجه العملاق ونفرت
عروق رقبته وتحركت عضلاته القويه وساعداه وحاول ان ينهض ليتخلص من قبضة
علي ولكنه لم يستطع حراكا فقد امسك علي به بقبضات من فولاذ وقال له علي
برقه وهو يعتلي صدره لتعرف ياعمرو ان النصر والهزيمه بامر الله وطلب اليه
ان يعتنق الاسلام لينجو بنفسه وليحظي برضا الله فالدنيا والاخره واخرج علي
من جعبته خنجرا حاد الاطراف وسدده الى حلقه وكان هذا مايستطيع ان يتحمله
العملاق هل سيعيش بقية عمره وهو اعظم فرسان العرب في ظل الهزيمه والعار هل
يرضي ان يقال عنه انه نجا بحياته في مبارزه فرديه بعد ان انهزم فيها
واستسلم لشروط خصمه كلا ان مثل هذا لن يحدث من عمروبن ودالذي عاش طيلة
حياته بالسيف ومع السيف واذا كان قد قدر له ان يموت فاليمت بالسيف ان حياة
يعيشها الانسان في عنف وعراك يجب ان تنتهي بمثل ما بدات به وجمع عمرو
لعابه في فمه وبصق في وجه علي رضي الله عنه وكان العملاق يعرف ما سيحدث
بعد ذلك لقد ادرك ان يد علي اليمني سترتفع فالهواء ثم تغمد الخنجر الذي
تحمله في حلقه ولكن عمرو كان شجاعا وصمم علي ان يواجه الموت دون ان تطرف
عيناه فقوس ظهره ورفع ذقنه مقدما رقبته لعلي بعد ان ادرك النهاية التي
سينتهي اليها ةلكن الذي حدث بعد ذلك ترك الرجل اكثر دهشه وحيره فقد نهض
علي من فوق صدره ومسح وجهه وقف علي بعد خطوات منه يتطلع اليه بهيبة ورزانه
وقال له لتعلم ياعمرو اني لا اقتل الا في سبيل الله وليس بسبيل اي دافع
اخر ويقد يظن اني قتلتك لانك بصقت في وجهي ولكني سابقي علي حياتك قم يا
عمرو وعد الى قومك ونهض العملاق ولكنه لم يحب ان يعود الى قومه وهو منهزم
لما كان يريد ان يعيش دائما وهو مزهو بانتصاراته فقد عول علي ان يقوم
بمحاوله اخيره قد ينتصر فيها علي خصمه فاخذ سيفه بيده وهجم علي علي ظنا
منه انه سياخذه علي غره ولكن علي شهر سيفه ورفع درعه كما لو كان مستعدا
لهذا الهجوم الجديد وسدد العملاق ضربة شديده دفعه اليها ياسه وكان ان تحطم
درع علي تحت قوتها واصيب بجرح بسيط في صدغه لم يابه به علي وقبل ان يرفع
العملاق يده ليضرب الضربه الثانيه لمع زو الفقار فلهواء وشقت ذوائبه حلق
العملاق واندفع دماء العملاق كما يندفع الماء من النبع ووقف العملاق برهه
بلا حراك ثم بداء يترنح كما لو كان مخمورا ثم سقط بوجهه علي الارض حيث ظل
بلا حراك ومع ان الارض التي وقع عليها العملاق لم تهتز من اثر الوقعه لان
الارض كبيره الا ان تل سلع اهتز بتكبير المسلمين الذين اخذو يصيحون بصوت
عال (الله اكبر الله اكبر)وراحت اصداء هذه الكلمات التي خرجت من افواه
الفي مسلم في جنبات الوادي .
وهكذا انتهت المبارزه بانتصار سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه
تقبلو تحياتي