ماذا تنتظرون يا عرب؟
عمره ٨ أعوام فقط.. والكلمات التى تخرج من فمه تدل على أنه شاب قوى.. يعرف ما يقول.. كلمات تقسم ظهر كل مواطن عربى يقف متفرجاً عما يحدث فى غزة لكل من سمعه.. وقف أمامه صامتاً مكتفياً بـ«الدموع».
الطفل «محمد عماد شعبان» مثل كل أطفال العالم.. يريد أن يذهب إلى مدرسة يتعلم ويلهو ويضحك ويلعب فى شوارع آمنة.. هكذا كان يعتقد «محمد» عندما خرج صباح يوم الأحد مع أبناء جيرانه «خالد وياسر وباسم وأحمد» توجهوا معاً إلى مدرستهم القريبة من المنزل.. ساروا فى الشارع يلعبون ويضحكون.. دخلوا المدرسة وجلسوا فى الفصول لم يمر أكثر من ساعتين فقط.. وتحولت حياتهم إلى كوابيس صنعت منهم رجالاً.
المدرسون طلبوا من التلاميذ أن يتركوا فصولهم بسرعة ويعودواإلى منازلهم خوفاً من وقوع قصف على المدرسة ـ دون أن يهتم أحد من التلاميذ بمتعلقاته، تركوها وهربوا من الفصول المزدحمة تسابقوا فى الجرى داخل الشوارع للوصول إلى المنازل ربما يجدوا الأمان فى أحضان أمهاتهم وآبائهم.
قبل أن يصعد «محمد» وأصدقاؤه إلى المنزل حدث ما كانوا يخشونه صاروخ سقط بالقرب منهم حول الأجساد النحيفة لهم إلى أشلاء وأصيب «محمد» وزميله «خالد» بجروح واختناقات.
«محمد» يرقد حالياً فى مستشفى معهد ناصر ليتلقى العلاج ويرافقه جده العجوز.. يقول محمد: «الصاروخ وقع أمامنا فقتل أصحابى باسم وياسر وأحمد أما أنا وخالد فأصبنا الدخان كان كثيفاً، شخص حملنى إلى سيارة الإسعاف وبعدها حضر إلى والدى.
سألنا «محمد» هل تريد أن تعود إلى غزة أم تبقى هنا فرد بسرعة لا.. هارجع إلى غزة وهنحارب وسننتصر على الأعداء إن شاء الله حسبى الله ونعم الوكيل.. تلك الجملة أقوى بكثير من أسلحتهم هكذا قال الطفل الذى لم يكمل عامه الثامن.
اين نحن من هذا الطفل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟